الحكومات ووسائل التواصل الجديدة
2016-09-02إذا نظرنا إلى وسائط التواصل الجديدة فإننا سنجد أن من خصائصها السرعة، والحرية، وتدفق المعلومات وإتاحتها للجميع، ولا تأخذ الجوانب السياسية والاقتصادية أولوياتها فيه كالإعلام التقليدي، بل ينصب اهتمامها على الترفيه من موسيقى وأفلام وألعاب إلكترونية وقصص المشاهير والرياضة مع الاهتمام بالأمور المجتمعية.
وما زال الجانب القانوني الذي يحكم الإعلام في وسائط التواصل الجديدة يسير بخطى وئيدة. ذلك أن ممارسيه لا يشترط فيهم أن يكونوا محترفين، فكل فرد يمكن أن يكون صحافياً وكاتباً.
وليس شرطاً أن تكون هناك مؤسسات لتسيير العمل الإعلامي، فالفرد يمكنه أن ينشئ مُدَوّنته أو موقعه الإخباري، وعدم وجود الاحترافية فيه تقود في أحيان كثيرة إلى أخطاء كثيرة. لكن ميزة الإعلام في وسائط التواصل الجديدة أنه يمكن فوراً تصحيح رسائله أو مسحها وإضافة بديل لما تم نشره.
ويفرض النمو الهائل في استخدام الإعلام الجديد على الإعلامي تحديات أساسية من حيث ضرورة مواكبة هذه الوسائط، وفهم أساليبها وإتقان التعامل معها بأفضل طريقة. ويُحفّز الإعلامي على أن يتعامل مع هذه الوسائط بجدية تستحق ما تتمتع به من انتشار وتفاعلية وتأثير ومنافسة لمهنته التقليدية.
حيث تظهر أحدث الأرقام لعام 2016 أن مستخدمي الإنترنت في العالم يقتربون من ثلاثة مليارات ونصف ونسبة النفاذ العالمي ما يعادل ٪46. وأن مستخدمي وسائط التواصل الاجتماعية عالمياً يتجاوزون ملياري شخص ونسبة النفاذ العالمي ٪31.
والذين يستخدمون الهواتف الجوالة يتجاوزون ثلاثة مليارات ونصف وتمثل نسبة النفاذ العالمي ٪51، ومنهم ما يقترب من ملياري شخص يستخدمون وسائط الاتصال الاجتماعية الجوالة بنسبة نفاذ عالمي ٪27. لذلك، نجد استخدام الإنترنت ووسائط الإعلام الاجتماعية شهدت سرعة في النمو خلال العام الماضي، إذ بلغ عدد الزيادة لمستخدمي الإنترنت 332 مليون شخص بنسبة ٪10.
وبلغ عدد الزيادة لمستخدمي وسائط الإعلام الاجتماعية 219 مليون شخص بزيادة قدرها ٪10، وزاد عدد مستخدمي الهاتف المحمول 141 مليون مستخدم جديد بنسبة قدرها ٪4. وقفز عدد مستخدمي وسائط الإعلام الاجتماعية الجوالة 283 مليون مستخدم جديد بنسبة ٪17.
وتظهر الإحصائيات في أحدث تقرير لموقع We Are Social لعام 2016 أن الإمارات جاءت في الترتيب الثالث عالمياً في استخدام الإنترنت، حيث بلغت نسبة نفاذه ٪96 .
ويشاركها في هذه النسبة النرويج والدنمارك واندورا، ونسبة استخدام الوسائط الاجتماعية ٪68 واستخدام الوسائط الاجتماعية عبر الهواتف الجوالة ٪61 والإمارات هي خامس دولة في العالم في قضاء الوقت مع الوسائط الاجتماعية، إذ يقضي الفرد في المتوسط ثلاث ساعات يومياً. ويفوق استخدام الوسائط الاجتماعية في الإمارات جميع الدول العربية باستثناء قطر ويفوق استخدامها الدول المتقدمة مثل بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة.
هذه الأرقام تشير بوضوح إلى الإمكانيات التي أصبحت متوفرة للإنسان العادي ليكون متابعاً نشطاً عبر الوسائط الاجتماعية، وتتيح له فرصة جديدة للتفاعل ليكون ليس مجرد متابع لما يجري حوله بل أصبح الآن بمقدوره أن يعبر عن رأيه بشكل تفاعلي.
وهذا المستوى العالي من استخدام وسائط الاتصال الجديدة يوفر فرصاً جديدة لاستخدامها في مجالات الحياة بدءاً من التواصل الاجتماعي ومروراً بالترفيه والتجارة والخدمات الحكومية الإلكترونية والإفادة من المعلومات الطبية وانتهاءً بالبحث العلمي.
ومن هنا على الحكومات أن تتوجه لاستخدام هذه الوسائط بفعالية أكبر بحيث تقدم رسائل منافسة قادرة على استقطاب جمهورها لكي يساهم هذا الجمهور في تنفيذ خطط التنمية والإسهام في بناء الوطن.