موقع الدكتور صالح أبو أصبع
الرئيسة/  مقالات صحفية

هل تحقق وسائل التواصل الاجتماعية لنا اتصالا فعالا؟


التفاصل بدلا من التواصل

أ.د. صالح أبو أصبع

 التواصل الاجتماعي الفعّال ليس هو التواصل الإلكتروني الذي يمارسه الكثير منا. التواصل الاجتماعي الفعّال هو محاولة من التفاعل للاقتراب من الآخرين بحميمية وود معهم، وهو محاولة قول شيء خاص أو تمرير معلومات ذات قيمة وموثوقة، ويبقى التساؤل قائماً هل نحن حقاً باستخدامنا لأشكال التواصل الاجتماعية نحقق فعلاً ما يمكن أن نسميه تواصلاً اجتماعياً أو ثقافياً حقيقياً؟ هل نحن نتواصل حقاً أم أننا نلهو مع وسائل التواصل الاجتماعي؟

إن وسائل التواصل الاجتماعية مثل لعبة جديدة بين أيادي الأطفال تُوقِعُنا في دهشة الاكتشاف. ما أجمل هذه الوسائط الاتصالية الجديدة التي أتاحت لنا فرصة التحدث بالصوت والصورة مع من نرغب مهما نأت المسافات، وما أجمل أن نطالع الفيديوهات التي تضحكنا وتبكينا، وما أجمل أن نستقبل الأخبار أولاً بأول، وما أجمل أن نتبادل التحيات عبر الواتس آب في كل يوم ومع كل مناسبة.

نعم وقعنا في دهشة الاكتشاف وسعدنا بنعمة التواصل هذه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولكنها أوقعتنا في لعنة التفاصل دون أن ندري.

بلا شك أن وسائل التواصل الاجتماعية قدمت لنا خدمات جُلّى، فمن منا سيستغني الآن عن البريد الإلكتروني؟ ومن منا سيستغني عن الواتس آب؟ ومن لا يحمد امكانيات السكايب في تسهيل التواصل وإجراء المؤتمرات عبره؟. 

فنحن نعرف أن وسائل التواصل الاجتماعية كسرت حواجز المكان والزمان وصارت وسيلة اقتصادية مهمة في عالم التجارة، وصارت كذلك وسيلة هامة في عالم الحكومات الإلكترونية وخدمة مصالح الناس بيسر وأمان، وصارت وسيلة هامة للشركات والأفراد في تبادل الوثائق وتحقيق المصالح وهذه كلها بعض من فوائد التواصل الاجتماعية.

وهي بلا شك نِعَمٌ لا يمكن إنكارها، ولكن مع هذه المزايا التي اختصرناها فإننا يمكننا أن نتساءل: هل هذه الوسائط تحقق لنا اتصالاً فعالاً؟

باتت الايجابيات معروفة للجميع سواء ما ارتبط بها في الجانب الأسري أو الاجتماعي أو السياسي أو الاقتصادي أو المعرفي. الإشارة إلى سلبيات وسائل التواصل الاجتماعية لا يعني إنكار فوائدها، ولكننا نسعى إلى تواصل فعال ولذا نركز على التنبيه إلى سلبيات التواصل الاجتماعي. 

دعنا نتحدث عن أكثر الوسائل شعبية لدى العرب وهي الواتس آب والفيس بوك وتويتر والانستجرام، حيث تغمرنا كل صباح رسائلها ويتم تمريرها من شخص إلى آخر. وهذه الرسائل الجاهزة لا تفعل أكثر من قولها لك إني لا أنساك.

ولنقم بجولة سريعة على ما تقدمه لنا بعض هذه الوسائل الاجتماعية من جوانب سلبية وغالبا ما نتجاهل تأثيراتها على حياتنا اليومية.

 في البعد الاجتماعي:

أولاً: التفاصل بدلاً من التواصل:

هذه الامكانيات الهائلة للوسائل الاجتماعية ساهمت في تحقيق تواصل باتجاهين: فمن ناحية صار بإمكاننا أن نتواصل مع أشخاص ينأون عنا أو أننا لا نعرفهم مطلقاً أو انقطعت أخبارهم عنا ولكن من ناحية أخرى هذه الوسائل عززت ذلك النوع من التواصل الشخصي وما فيه من حميمية وعدنا نكتفي بإرسال رسالة وكأن هذه الوسائل هي وسائل للتفاصل بين الناس بدلاً من تواصلهم. وهكذا نراهم في كل جلسة عائلية أو غير العائلية كل فرد مشغول بهاتفه المحمول او أجهزتهم اللوحية (تابلت Tablet) وهم يجلسون مادياً معاً ولكنهم منفصلون عنهم ذهنياً.

ثانياً: المجاملة بدلاً من المشاعر الحقيقية:

أصبحت وسائل التواصل أداة للمجاملة، تقول للمرء أنني ما زلت أذكرك، ولكنها لا تستطيع التعبير عن المشاعر الحقيقية، فتمرير رسالة من شخص إلى شخص إلى شخص آخر ليس فيها ما يعبر عن المشاعر الحقيقية. ونشر صورة لشخص ما والتعليق عليها بالإعجاب ليس أكثر من مجاملة لصورة المرء الذاتية، وليس هناك من سبيل للتعبير عن مشاعر تجاهها. 

في الأعياد تصل صور المعايدات المزينة بالورود أو الفيديوهات ولكنها لا تحمل معها أي بصمة شخصية لصاحبها، وهكذا تصبح هذه الرسائل وكأنها خالية من المصدر والطابع الحميم لمرسلها، ولا يعدو الأمر عن مجاملات ما كان لها أن تتحقق لو لم تكن مجانية.

لنتخيل لو أن الواتس اب لم يعد مجانياً وأصبح مثل الرسائل القصيرة (SMS) أو(MMS) المدفوعة الثمن، فهل سيظل الذين يراسلوننا يقومون بإرسال رسائلهم إلينا أم أنهم سيتوقفون عن ذلك وينسون كل الأصدقاء الذين كانوا يراسلونهم على "واتس اب"؟

وهكذا باتت رسائل التمرير رسائل تذكير أكثر من كونها رسائل ذات مضمون يعبر عن مشاعر حقيقية. ولنا أن نتساءل كم من الناس سيظلون على تواصل على الواتس اب لو أصبحت رسائله مدفوعة الثمن؟ أظن أن الرسائل التي نتلقاها يومياً سوف تتضاءل لتصل إلى مستوى لا يصل إلى 5% مما كنا نتلقاه.

إن من يتابع اليوم صفحات فيسبوك على سبيل المثال سوف يجد أن التواصل لا يعدو كونه متابعات عابرة لأصدقاء حقيقيين أو مفترضين.

ونجد في الصفحات التي نتابعها أشكالاً من المجاملات العابرة لما يضعه الأفراد على صفحاتهم مثل صورة جديدة أو كلمات أو خواطر لا تغني العلاقات الإنسانية ولا الثقافية، ومعظم ما نجده هو ضغط المرء على إشارة أعجبني (لايكLike) وكأن هذه الإعجابات هي مقياس التواصل الاجتماعي.

ثالثاً: اغتيال الطفولة بدلاً من براءة الطفولة:

أصبح الأطفال الآن منذ الثانية من عمرهم يستخدمون الأجهزة المحمولة (الهواتف والأجهزة اللوحية والمحمولة) وبعضهم أصبحوا مدمنين على استخدامها. ويطالعون فيها أفلاماً وألعاباً وكأنها أصبحت بديلاً للتفاعل بين أقرانهم وعائلاتهم، وأصبحت هذه الأجهزة وكأنها جليس الأطفال الجديد كي ينشغلوا بها ليستريح الآباء والأمهات من نشاطهم. وبدلاً من أن يلعبوا ويتفاعلوا في جو اجتماعي صحي فإنهم منشغلون بهذه الأجهزة بديلاً عن أن يعيشوا حياة طفولة صحية، وهكذا نقول باغتيال براءة طفولتهم. ناهيك عما يمكن أن يطالعوه من مشاهد لا تليق، أو موضوعات هي للبالغين ولا يجوز اطلاعهم عليها.

رابعاً: غزو الخصوصية بدلا من احترامها:

تناولت الأخبار في الآونة الأخيرة فضيحة تسريب الفيس بوك لشركة كامبريدج أناليتيكا سبعة وثمانين مليون حساب، وهكذا أصبحت هذه الحسابات مكشوفة لجهات تستفيد منها. وتثير هذه القضية مسألة الخصوصية ومدى حمايتها لدى وسائل التواصل الاجتماعية. وإذا عرفنا أن الفيس بوك استطاعت   بعمليات الشراء الاستحواذ على قائمة لأكثر من 50 شركة، بما في ذلك الواتس اب والانستجرام وهذا يعني ان معظم حسابات الناس عرضة للانكشاف وضياع الخصوصية بعد فضيحة الفيس بوك الأخيرة.

خامساً: الموت بدلا من الحياة:  

الاستخدام السيء للموبايل لإرسال الرسائل أثناء القيادة او أثناء السير لقطع الشوارع تؤدي إلى كوارث يقود بعضها الى الموت.

 في البعد النفسي والسلوكي:

أولاً: القلق بدل راحة البال:

ما يصلنا من رسائل يحمل كثير منها ما يثير القلق بدلاً من إثارة الراحة للمرء، فعديد من الرسائل تحمل أخباراً مقلقة وتحمل معلومات تستحضر معها تساؤلات عديدة عن جدوى ما يحيط بنا، وتحمل رسائل تحذيرية وتهديدية مما يعزز القلق بدلاً من الشعور براحة البال.

ثانياً: التهديد بدلاً من الأمان:

التواصل هدفه أن يخلق لدى المرء الشعور بالأمان من خلال المعرفة التي يحصل عليها التي تزيح ضباب القلق الذي يمكن أن يغشى بصر المرء وبصيرته، والتواصل يمكن أن يخلق التفاهم بين الناس مما يعتور العلاقات بينهم من سوء فهم ومشكلات مما يقود إلى الأمان. ولكن أصبحت الوسائل الاجتماعية مصدراً للتهديد والابتزاز ويصل الأمر إلى تخريب البيوت. وكم سمعنا عن السطو على معلومات قادت إلى تخريب سمعة فتاة وابتزازها، وكم سمعنا عن السطو على معلومات قادت إلى السطو على حسابات أشخاص قادت إلى حرمان المرء من راحة البال وفقدان الأمان. ناهيك عن الرقابة التي يخشى المرء فيها قضبان السجن نظراً لتعبيره عن رأي مخالف لدولته. كما أن المعلومات التي يتبرع المرء في نشرها على الوسائط عن حياته الشخصية ساهمت في اتاحة الفرصة للصوص لمعرفة أسرار البيوت مما قاد إلى عمليات سرقة البيوت وخطف الأطفال من منازلهم.

ثالثاً: المعاناة من الوصفات الصحية بدلاً من استشارة المختصين:

ما توفره الوسائل الاجتماعية من رسائل حول الصحة العامة والغذاء السليم يصلنا يوميا   العديد من الرسائل التي تنصح أو تهدد من استخدامات لأنواع من السلوك واستخدامات أنواع من الطعام والشراب وفوائد العديد من أنواع الخضار والفواكه التي تخفض أو تعالج عوارض أمراض كالسكري والقلب والسرطان. وهذه كلها لا يستطيع المرء التأكد منها، ولا معرفة ما هو حجم تناول الكميات الموصى باستخدامها. وهكذا يتيه المرء في خضم كل تلك النصائح التي يتلقاها، وبعضها يكون معززاً بأسماء مؤسسات أكاديمية عالمية مرموقة كي يشعر المرء بالثقة فيها. ووصل الأمر إلى أن تصلك وصفات لكل مرض وكأن عليك الاستغناء عن الطبيب. وهكذا تصبح هذه الوصفات وكأنها الحل الذي يقود إلى الصحة التي يمكن أن ننعم بها بفضل تلك الرسائل.

رابعاً: البذاءة بدلاً من العفة:

وحينما نمرّ على "تويتر"، ونتابع بعض الموضوعات الجادة التي تطرح قضايا الأمة فإنه يفاجئنا مدى الإسفاف الذي يتم فيه التعليق على هذه القضايا، ويفاجئنا كذلك بذاءة اللغة والشتائم التي تنصب على المخالفين في الرأي ناهيك عن رداءة اللغة والأخطاء الإملائية أو الكتابة باللهجات المحلية.

فهي منابر من المفترض أن تكون مجالاً خصباً للحوار والتفاعل بين الرأي والرأي الآخر، ولكنها أصبحت مجالاً لتكفير الآخرين المخالفين للرأي وتخوينهم، بدلاً من مناقشتهم بإيراد الحقائق التي تفند آراء المخالفين.

من يتابع التغريدات التي فيها خلافات حول مواقف سياسية، يشاهد كيف يتدنى مستوى التعليقات على تلك التغريدات وتراشق المغردين بألوان من السباب والشتائم التي تعبر عن بذاءة المغردين.

 وهناك كم من أولئك الذين يستغلون اليوتيوب YouTube لينطلقوا في عرض فيديوهات   بأسلوب بذيء ويستهدفون دولا وشعوبا وقادة وسياسيين. فبدلاً من عرض قضايا موضوعية، يلجأون إلى السباب بأقذع أنواع الشتائم، والأمثلة كثيرة على اليوتيوب والتويتر.

خامساً: إضاعة الوقت بدلاً من استثماره:

مهما حاولنا من الاستفادة من إمكانيات التواصل الاجتماعي التي باتت تختصر المسافات وتختزل الزمن في التواصل مما يحقق لنا استثماراً جيداً للوقت وخاصة في الرسائل التي تنجز الأعمال والمؤتمرات التي تتم، إلا أن ذلك كله يصاحبه استغلال سيئ للوقت، إذ يهدر العديد من الناس وقتهم في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في نشاطات أفضل تسمية لها أنها ترفيه وتحادث وتواصل فيه مضيعة للوقت.

 فهل هو مهم إرسال صورتك ليعرف القريب والبعيد بأنك الآن في مطار دبي وأنك الآن وصلت إلى سنغافورة؟ وهذه الصور تكون متاحة ليس للعائلة المقربة بل متاحة للجميع. 

وكم هو مهم أن يصور المرء مائدة الطعام في مطعم يلتقي فيه مع صحبته؟ أو كم هو مهم أن تصور سيدة ما طبخته وتنشره على صفحتها؟ أليس كل هذا مضيعة للوقت؟

 

 في البعد السياسي والبعد الاقتصادي:

أولاً: التفرقة بدلاً من الوحدة: 

أشرنا إلى ما تقود إليه البذاءة في التراسل بين المتحاورين والوسائل المختلفة التي يتم تعميمها والتي في محصلتها تقود إلى التفرقة بين مكونات الشعب الواحد ناهيك بين أبناء الأمة العربية، وخصوصاً أن ما يجري على الساحة العربية من صراعات قادت إلى اصطفاف في معسكر بينما البعض الآخر في معسكر مقابل، وهكذا تتعزز أشكال الإقليمية بدلاً من أن تكون هذه الوسائل أداة لتعزيز الوحدة بين الشعوب العربية

ثانياً: الرقابة بدلاً من الحرية:

أصبحت الحرية الشخصية مهددة، وخصوصاً أننا نعلم أن الرقابة على كل الهواتف والحواسيب والحسابات الشخصية متاحة للعديد من الجهات الأمنية وغير الأمنية ناهيك عن الهاكرز الذين يقتحمون المواقع ويسرقون البيانات الخاصة بالحسابات. وبدلاً من التنعم بالتواصل مع الآخرين بحرية والتعبير عن آرائنا بلا قيود، فإن ما نراه اليوم هو المزيد من الرقابة والمزيد من اختناق الحريات، وكم هم السجناء الذين تم اعتقالهم نتيجة التعبير عن آراء مخالفة، ويمكننا أن نرى كيف أن العدو الإسرائيلي يتابع مواقع النشطاء في فلسطين ويقوم بسجنهم نتيجة ذلك.

ثالثاً: العداوة بدل المحبة:

أصبحت الوسائل الاجتماعية وخصوصاً التويتر والواتس آب واليوتيوب وسائل إثارة النعرات الطائفية والقبلية والإقليمية في وطن عربي يتكالب عليه الأعداء من كل صوب. 

 وبدلاً من تعزيز روح الأخوة والتسامح والمحبة نجد أن هذه الوسائل أصبحت تثير النعرات الطائفية والإقليمية بدلاً من أن تنشر المحبة والتعاون بين أفراد المجتمعات العربية.

رابعاً: التنفير بدلاً من التبشير:

كثير من الرسائل التي تحمل مضامين دينية أو سياسية تقود إلى التنفير بدلاً من التبشير، وتحمل معها الوعد والتهديد بدلاً من أن تقوم بنشر التفاؤل والتبشير بمستقبل أفضل. ويكفي أن نشير إلى تلك الرسائل التي تطالب قارئها بأن ينشرها وإلا فإنه سيُحرم من نعمة رضا الله.

خامساً: الإسراف بدلاً من التوفير:

أصبحت وسائل التواصل الاجتماعية أدوات لترويج السلع الكمالية التي تسعى إلى اقتناص الزبائن مما يجعلهم يقدمون على شراء سلع ليسوا بحاجة إليها نتيجة لإغراءات تلك الرسائل، وهكذا نغرق في عالم استهلاكي فبدلاً من التوفير والاقتصاد نلجأ إلى الإسراف. وتقوم الوسائل الاجتماعية بالتجسس على اهتمامات ذوي الحسابات لديها وتتبع محادثاتهم وما يقومون بالبحث عنه حول الموضوعات التي تشغلهم ومن ثم تقوم بإرسال الإعلانات المتوافقة مع أحاديثهم واهتماماتهم.

في البعد المعلوماتي  والبعد الإعلامي :

أولاً: التخبط في بحر المعلومات بدلاً من الحصول على المعرفة:

أصبح الدخول إلى المعلومات والبيانات التي نتلقاها أو نسعى للحصول عليها لا حدود لها، وهكذا أصبح المرء يغرق في بحر المعلومات والبيانات والرسائل التي يصل إليها أو يتلقاها مما يكون بعضها متناقضاً، ولما لم يكن معظم الناس لا يمتلكون الرؤية النقدية لمعرفة ما هو صائب وما هو خاطئ، وما هي المعلومات التي يثق بها، أو ما هي المصادر الموضوعية الي يمكن أن يلجأ إليها وهكذا تضيع فرصة الحصول على المعرفة. 

المسألة الأخرى الأكثر أهمية مرتبطة بتداول المعلومات، هي كثرة الاشاعات انتشار الأخبار المزيفة بدلا من انتشار الأخبار الصادقة حيث إن الكثير من الرسائل التي تحمل بيانات أو معلومات سياسية أو طبية ويتم توزيعها ليست دقيقة، وبعضها من صنع أجهزة دعائية وجهات غير معروفة يتم تداولها وكأنها حقيقية. حتى تلك الفيديوهات التي تصلنا والصور فإن كثيراً منها ما يكون مفبركاً وتنتشر بين الناس وتصبح مجال الحديث للتداول وكأنها حقيقية.

ثانياً: السطحية بدلاً من العمق:

يتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي عرض القضايا بطريقة سطحية، فكل من هبَّ ودبّ يطرح آراءه باعتباره خبيراً، ومن ثم لا يتم مناقشة القضايا بعمق. وكذلك حينما يتم طرح موضوعات أو أفكار جدية أو مقالات مطروحة فقليلاً ما نجد أنها تلقى مناقشات جادة أو تأييدها بالمشاركة (share).  وفي أغلب الأحوال يتم الاكتفاء بالمرور على مثل هذه الصفحات ووضع إشارة (لايكLike) كنوع من المجاملة. وهكذا يتم تناقل ما يتردد عبر هذه الوسائل دون أن يتم تمحيص أبعاد القضايا المطروحة.  

ثالثاً: التزوير في الصور بدلاً من الصور الصادقة:

أصبحت إمكانيات البرمجيات مثل الفوتوشوب كفيلة بتغير الصور وتزويرها، مما يؤدي إلى تزييف الحقائق التي تطغى على ما يشاهد، وهذا يقود إلى تزييف الواقع بدلاً من نقل صورة صادقة للواقع.

رابعاً: الوقوع بين أيدي الهاكرز وشرك التحديثات المزيفة: 

حذرت تقارير عالمية عديدة من تحديث مزيف لموقع تطبيق التراسل الفوري «واتس آب»، يحمل اسم «واتس آب بلس» ووصفته بـ«الأخطر على الإطلاق ويمكنه أن يدمر أي جهاز ذكي ويسرق كافة المعلومات الخاصة والبنكية، الخاصة بالمستخدم.

خامساً: الاكتفاء بتصفح للمواقع بدلاً من قراءة الكتب والصحافة المطبوعة

لم يعد يخفى على أحد تقهقر القراءة من الكتاب والصحافة المطبوعة. وذلك يظهر من اختفاء العديد من الصحف المطبوعة عالميا وعربياً، وشهدنا العام الماضي (2017)على سبيل المثال توقف جريدة السفير اللبنانية عن الصدور ناهيك عما تعانيه الصحف المطبوعة من مشكلات مالية نتيجة تراجع عدد توزيعها ، ويشكو الناشرون العرب من تراجع نسبة مبيعاتهم من الكتب على الرغم من تزايد عدد السكان العرب وازدياد عدد الخريجين الجامعيين وزيادة المتعلمين العرب . 

ملحق

جدول (1)  اجمالي عدد المستخدمين لأهم الوسائط الاجتماعية

العدد الإجمالي للمستخدمين النشطين

 يوميًا على الجوال

Total number of Mobile

 Daily Active Users

إجمالي عدد المستخدمين

النشطين شهريًا

Total Number of Monthly Active Users

الوسيلة

1.57 billion

2.072 billion

Facebook

500 million

800  million

Instagram

250 million

500 million

Linkedin

1.9 million

10 million

Periscope

75 million

175 million

Pinterest

187 million

300 million+

Snapchat

500 million

330 million

Twitter

1 billion users every day

 

More than 1.5 billion monthly active users

WHATSAPP

30+ million

1.57 billion

YouTube

جدول(2) عناصر تقود الى التفاصل بدلا من التواصل

البعد المعلوماتي/ الإعلامي

البعد السياسي والبعد الاقتصادي

البعد النفسي والسلوكي

البعد الاجتماعي

التخبط في بحر المعلومات بدلاً من الحصول على المعرفة 

التفرقة بدلاً من الوحدة

القلق في مقابل راحة البال

التفاصل بدلاً من التواصل

السطحية بدلاً من العمق 

الرقابة بدلاً من الحرية

  التهديد بدلاً من الأمان

المجاملة بدلاً من المشاعر الحقيقية

التزوير في الصور بدلاً من الصور الصادقة

العداوة مقابل المحبة

المعاناة من الوصفات الصحية بدلاً من استشارة المختصين

اغتيال الطفولة بدلاً من براءة الطفولة

الوقوع بين أيدي الهاكرز وشرك التحديثات المزيفة

التنفير بدلاً من التبشير

البذاءة بدلاً من العفة 

 

غزو الخصوصية بدلا من احترامها

الاكتفاء بتصفح للمواقع بدلاً من قراءة الكتب والصحافة المطبوعة

 

الإسراف بدلاً من التوفير

إضاعة الوقت بدلاً من استثماره

الموت بدلا من الحياة

جدول( 3) إحصاءات  مستخدمي الإنترنت والسكان و الفيسبوك في العالم العربي 2018

الدول العربية

مرتبة ألفباء

Population
( 2018 Est. )

Users, in
Dec/2000

Internet Usage
31-Dec-2017

% Population
(Penetration)

Internet
% users

Facebook
31-Dec-2017

الأردن

9,903,802

127,300

6,300,000

63.6 %

4.3 %

4,800,000

 الإمارات العربية

9,541,615

735,000

8,515,420

89.2 %

5.8 %

8,000,000

البحرين

1,566,993

40,000

1,535,653

98.0 %

1.0 %

1,000,000

تونس

11,659,174

100,000

7,898,534

67.7 %

7,798 %

6,400,000

الجزائر

42,008,054

50,000

18,580,000

44.2 %

37,060 %

19,000,000

جزر القمر

832,347

1,500

130,578

15.7%

8,605 %

120,000

جيبوتي

971,408

1,400

180,000

18.5 %

12,757 %

180,000

دولة قطر

2,694,849

30,000

2,204,580

81.8 %

1.5 %

2,200,000

السعودية

33,554,343

200,000

24,147,715

72.0 %

16.4 %

18,000,000

سلطنة عمان

4,829,946

90,000

3,310,260

68.5 %

2.3 %

1,500,000

السودان

41,511,526

30,000

11,816,570

28.5 %

39,288 %

2,600,000

سوريا

18,284,407

30,000

6,025,631

33.0 %

4.1 %

6,000,000

الصومال

15,181,925

200

1,200,000

7.9 %

599,900 %

1,100,000

العراق

39,339,753

12,500

14,000,000

35.6 %

9.5 %

14,000,000

فلسطين

5,052,776

35,000

3,015,088

59.7 %

2.0 %

1,700,000

لبنان

6,093,509

300,000

4,596,494

75.4 %

3.1 %

3,100,000

الكويت

4,197,128

150,000

3,214,347

76.6 %

2.2 %

2,300,000

ليبيا

6,470,956

10,000

3,800,000

58.7 %

37,900 %

3,500,000

مصر

99,375,741

450,000

49,231,493

49.5 %

10,840 %

35,000,000

المغرب

36,191,805

100,000

22,567,154

62.4 %

22,467 %

15,000,000


التعليقات

الحقوق محفوظة موقع الدكتور صالح أبو أصبع © 2024