أحمد زويل العالم والسياسي
2016-08-10غيب الموت العالم المصري الدكتور أحمد زويل بعد صراع مع المرض، ليترك وراءه إرثاً علمياً واسماً عالمياً ومشاريع علمية رائدة في مصر.
ولا شك أن أي عربي يشعر بالأسى لوفاة هذا العالم العربي الذي كان أول عالم عربي يحصل على جائزة نوبل عام 1999.
وحينما يُذكر اسم أحمد زويل نشعر بالفخر للإنجاز الذي حققه شاب عربي تخرج من جامعة الإسكندرية، ولينتقل إلى الولايات المتحدة ليكمل دراسته وليعمل فيها ويكون إنجازه الحصول على جائزة نوبل في الكيمياء. لقد قدّم في مجال تخصصه إنجازاً فريداً غير مسبوق..
حيث ابتكر نظام تصوير فائق السرعة لتحليل الطيف يعمل باستخدام الليزر له القدرة على رصد حركات الذرات أثناء التحولات الجزيئية في زمن الفيمتو ثانية، وهو جزء من مليون مليار جزء من الثانية. وبعد إعلان وفاته تناولت المواقع الإلكترونية الحديث عنه في ثلاثة أبعاد: أولهما الجانب الشخصي في حياته، وثانيهما الجانب العلمي، وثالثهما الجانب السياسي. وفي كل جانب من هذه الجوانب دروس لا يمكننا تجاهلها.
ففي الجانب الأول نلتقي بشخص كان ابناً لموظف بسيط يخرج من عائلة بسيطة من الطبقة الوسطى، ويعيش حياة عادية مع أسرته، اعتبر وجودها في حياته هي مصدر نجاحه. هذا الجانب هو جانب ملهم لكل شاب طموح لديه الإرادة في أن طريق النجاح ليس مرهوناً بظروف مادية، ولا كونه ابن عائلة ميسورة تنتمي إلى طبقة عليا في المجتمع.
في الجانب الثاني استحق على إنجازه العلمي جائزة نوبل والعشرات من الجوائز والتقدير من دول العالم. ورافق هذا سعيه لتحقيق نهضة لتطوير العلم والتعليم في مصر، وعمل على ذلك من خلال مشروع مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا التي باشرت عملها كجامعة ومراكز بحث علمي..
وكما أوضح أن استراتيجيتها تهدف إلى بناء جيل جديد من القادة، والعلماء، ورجال الأعمال، قادرين على إحداث التغيير في المجتمع. وتقديم الجديد في المجالات العلمية الحديثة المتطورة، التي تتواءم مع اتجاهات السوق والاحتياجات الوطنية. هذا الجانب من حياته يتمثل بإنجازات ملموسة تخدم تقدم العلم من أجل تحقيق حياة أفضل للإنسان.
أما الجانب الثالث في حياته فيمثل إشكاليات في تقييم البعد السياسي. ذلك أن البعض جعل صلاته بالحاكم موضع تساؤل سواء كان حسني مبارك أو محمد مرسي، أو عبد الفتاح السيسي. رغم أن مشاركته واضحة خلال أحداث «ثورة 25 يناير»، حيث كان أحد أعضاء لجنة الحكماء التي تشكلت من مجموعة من مفكري مصر. مهمَّتها الوساطة بين «شباب التحرير» ونائب رئيس الجمهورية.
هذه الجوانب في حياته تقدم لنا دروساً وللأجيال الصاعدة الإفادة منها، فالإنسان مهما كان وضعه الطبقي في إمكانه بالإرادة الصلبة وبالعلم أن يحقق أهدافه ويصل إلى أعلى السلم في مجال تخصصه، وكذلك فإن تحقيق النجاح يحتاج إلى رؤية شاملة لجوانب الحياة السياسية المرتبطة بوطنه، فلا يكتفي الإنجاز العلمي ليكون الإنسان نموذجاً أعلى، بل عليه كذلك أن يوافق بين مصالحه الشخصية ومصالح وطنه العليا باحترام قضايا أمته ولا ينزلق إلى التعامل مع أعداء وطنه.
لقد رحل زويل بعطائه العلمي ويبقى مع اسمه ذكرى إنجازاته.